
هذه حكاية الشهيدة سناء محيدلي كما أراها .
كان يامـا كـان ..
في ماضي الزمان .. حكاية محبّة وصوب .
حكاية وفا وحنان ..
وعشق لثرى لبنان .. في قـلب الجنوب .
حكايات ..
تروي عن فتاة خجولة ..
سـيرة مـحبّة سامية ..
تفوح بعـبير وطِيبْ .
حكايات ..
تروي عن فتاة عجولة ..
بشوق وعواطف حامية ..
مـتلهّـفة لحـبيب .
وفي يوم م الأيام ..
زفَّت عروستنا البشرى لأمها :
اقريّب احبيّب عمرها ..
لحضنه الحنون يضمّها .
واهمسَت ..
همس النسايم للزَّهر ,
ولقطر النّدى والطل :
" حبيبي الوفيّ يا يام ..
طالب ايديّ وقربكم ..
اقريّب عليّ ايهلّ " .
وفي سرّها قالت سناء :
" حبيبي الوفي يا يمِّي ..
تعذَّب , استنجَد , وارتمى مجروح ..
عاتب عـلينا ما قطعنا قيده .
آن الأوان بدمِّـي ..
نفـديه بأيام العمر بالرُّوح ..
انحاول انمدّ ايديّ ناخذ بيده " .
وفاضَت علي خدّ العروس دموع ما امنعتها ..
وسالَت وراها دموع .
ألتفـتَت عـروسـتنا سـناء لـمـينتها ..
وقالت بكلّ خشوع :
" دمعة فرح يا يام لا تهتمِّي ..
حبيبي الوفيّ يا يمِّي ..
طالب ايديّ وقربكم .. اقريّب نكون معاه ..
غالي عليّ يا يمِّي ..
غلا الرُّوح عندي ..
و النّفس ..
يشهد عليّ الله " .
وضمَّت ايديَّات امّها ..
وعيون أمها رقراقة .
مشاعر , عواطف ..
فايضـة , دفّـَاقـة .
" ميعاد فرحِك يا سناء ..
ميعـادنا مع الفرحة .
أخـيراً كبرتي يا سناء ..
و نلبّسـوك الطّرحة "
تعلَّت زغاريد امّها في بيتها .. ألتمّـوا لها الجيران .
ومن كلّ حَـدب وصوب .. الأصحاب والخلاّن .
ألتمَّـوا ايهـنُّوا في سناء .. ويزيّـنوا الـمكان .
في اقدوم الحبيب المُنتَظَر .. كانت الفرحة بينهم مقسومة .
في اقدوم الحبيب المُنتَظَر .. كانت البسمةعالشّفاه مرسومة .
وطالَت مراسيم الفرح ..
والنّاس في نظراتهم ..
لوم وعتَب وسؤال يحتاج للتفسير .
قالوا معازيم الفرح ..
وهم ينظروا لساعاتهم ..
"تأخَّر حبيبِك يا سناء انشاالله المانع خير " .
وغابَت سناء عن هلها .. و غيابها طوَّل شوي .
عليها انشغَل قلب امّها .. انتشروا شباب الحيّ .
يطووا الشّوارع طيّ :
" وين يا سناء اختفيتي ..
شغلتي خواطرنا بطول غيابِك .
ليش يا سناء ما جيتي ..
عليك يا سناء متخوفين احبابِك " .
وفي عزّ لهفتهم عليها سمعوا ..
من فوق السّحايب .. أصوات طبل ودفّة .
وسمعوا أنغام غريبة ..تشبه أنغـام الزّفـّة .
وسمعوا نداء يناديلهم ..
كان النداء يحكيلهم :
في ماضي الزمان .. حكاية محبّة وصوب .
حكاية وفا وحنان ..
وعشق لثرى لبنان .. في قـلب الجنوب .
حكايات ..
تروي عن فتاة خجولة ..
سـيرة مـحبّة سامية ..
تفوح بعـبير وطِيبْ .
حكايات ..
تروي عن فتاة عجولة ..
بشوق وعواطف حامية ..
مـتلهّـفة لحـبيب .
وفي يوم م الأيام ..
زفَّت عروستنا البشرى لأمها :
اقريّب احبيّب عمرها ..
لحضنه الحنون يضمّها .
واهمسَت ..
همس النسايم للزَّهر ,
ولقطر النّدى والطل :
" حبيبي الوفيّ يا يام ..
طالب ايديّ وقربكم ..
اقريّب عليّ ايهلّ " .
وفي سرّها قالت سناء :
" حبيبي الوفي يا يمِّي ..
تعذَّب , استنجَد , وارتمى مجروح ..
عاتب عـلينا ما قطعنا قيده .
آن الأوان بدمِّـي ..
نفـديه بأيام العمر بالرُّوح ..
انحاول انمدّ ايديّ ناخذ بيده " .
وفاضَت علي خدّ العروس دموع ما امنعتها ..
وسالَت وراها دموع .
ألتفـتَت عـروسـتنا سـناء لـمـينتها ..
وقالت بكلّ خشوع :
" دمعة فرح يا يام لا تهتمِّي ..
حبيبي الوفيّ يا يمِّي ..
طالب ايديّ وقربكم .. اقريّب نكون معاه ..
غالي عليّ يا يمِّي ..
غلا الرُّوح عندي ..
و النّفس ..
يشهد عليّ الله " .
وضمَّت ايديَّات امّها ..
وعيون أمها رقراقة .
مشاعر , عواطف ..
فايضـة , دفّـَاقـة .
" ميعاد فرحِك يا سناء ..
ميعـادنا مع الفرحة .
أخـيراً كبرتي يا سناء ..
و نلبّسـوك الطّرحة "
تعلَّت زغاريد امّها في بيتها .. ألتمّـوا لها الجيران .
ومن كلّ حَـدب وصوب .. الأصحاب والخلاّن .
ألتمَّـوا ايهـنُّوا في سناء .. ويزيّـنوا الـمكان .
في اقدوم الحبيب المُنتَظَر .. كانت الفرحة بينهم مقسومة .
في اقدوم الحبيب المُنتَظَر .. كانت البسمةعالشّفاه مرسومة .
وطالَت مراسيم الفرح ..
والنّاس في نظراتهم ..
لوم وعتَب وسؤال يحتاج للتفسير .
قالوا معازيم الفرح ..
وهم ينظروا لساعاتهم ..
"تأخَّر حبيبِك يا سناء انشاالله المانع خير " .
وغابَت سناء عن هلها .. و غيابها طوَّل شوي .
عليها انشغَل قلب امّها .. انتشروا شباب الحيّ .
يطووا الشّوارع طيّ :
" وين يا سناء اختفيتي ..
شغلتي خواطرنا بطول غيابِك .
ليش يا سناء ما جيتي ..
عليك يا سناء متخوفين احبابِك " .
وفي عزّ لهفتهم عليها سمعوا ..
من فوق السّحايب .. أصوات طبل ودفّة .
وسمعوا أنغام غريبة ..تشبه أنغـام الزّفـّة .
وسمعوا نداء يناديلهم ..
كان النداء يحكيلهم :
" دون الكرامة , والشّرَف , والعرض ..
ردَّت سناء بيديها ..
الِّلي امخضّبات بحنّة .
احتفلَت ملايكة السّماء والأرض ..
والنّور حايط بيها ..
بزفّة سناء للجنّة " .
عادَت الأم أدراجها لحجرة سناء ..
وو قفَت هناك دقيقة ..
بدموعها أتناجيها .
شافَت علي جنب الفراش وساد ..
وفوق الوساد أوريقة ..
حفنة تراب عليها .
مدَّت الأم يديها .
مكتوب :
بسم الله . بسم الوطَن . بسم الجهاد .
(( إلى الحبيبةِ الْغَالِيَةِ أُمِّي ..
أَكْتُبُ كَلِمَاتِي اَلأَخِيْرَة :
إِنَّ اَلْمَشَاعِرَ اَلَّتِي تَنْتَابُنِي ..
وَاَلْعَوَاطِفَ اَلَّتِي تَتَأَجَّجُ فِي دَمِي ..
هِي أَكْبَرُ مِنْ أَن تُمْنَحُ لإِنْسَان ..
فَهْي قَـلْبٌ يَصِـيحُ : لُبْنَااااان .
وَيَدٌ تَكْـتُبُ فِي كُـلِّ مَكَان ..
عَلَى اَلأَورَاقِ .. وَاَلْجُـدْرَان ..
لُبْنَان , لُبْنَان , لُبْنَان , لُبْنَان .
وَالآنَ يَا أمّي سَأكْتُبُهَا .. بِدَمي . و أُثِيرُ بِهـَا رُعْـبَا
وَقَرِيْبَاً يَا أُمِّي سَأُصْبِحُ .. أَشْلاَءً تَـتَطَـايـَرُ حُـبَّاً
فَأَنَا يَا أُمِّي مُتَيّـَمَـةٌ .. بِـحَبِيْبٍ قَدْ مُـزِّقَ إِرْبَا .))
ذابَت الأمّ دموع ..
وعضَّت صوابع دَيها .
فرح ونَدَم ..
راحة وألَم ..
أحَاسيس واجد فيها .
احتسبت سناء لله ..
وقالت بلوعة وآه ..
" يرضى عليك الله يا قلب أمك ..
يا بدر ضاوي في الظّلام الحالِك .
عشَقتي وبذلتي في المحبّة دمِّك ..
يا قلب نابض في جسَد متهالِك ".
ومرَّت أيام .. وأيام ..
وحكاية سناء ولبنان ..
يرويها بشموخ وعزّ ..
الكبار للصبيان :
"كان يا ما كان ..
في ماضي الزّمان ..حكاية محبّة وصوب .
حكاية وفا وحنان ..
وعشق لثرى لبنان ..في قلب الجنوب " .
ردَّت سناء بيديها ..
الِّلي امخضّبات بحنّة .
احتفلَت ملايكة السّماء والأرض ..
والنّور حايط بيها ..
بزفّة سناء للجنّة " .
عادَت الأم أدراجها لحجرة سناء ..
وو قفَت هناك دقيقة ..
بدموعها أتناجيها .
شافَت علي جنب الفراش وساد ..
وفوق الوساد أوريقة ..
حفنة تراب عليها .
مدَّت الأم يديها .
مكتوب :
بسم الله . بسم الوطَن . بسم الجهاد .
(( إلى الحبيبةِ الْغَالِيَةِ أُمِّي ..
أَكْتُبُ كَلِمَاتِي اَلأَخِيْرَة :
إِنَّ اَلْمَشَاعِرَ اَلَّتِي تَنْتَابُنِي ..
وَاَلْعَوَاطِفَ اَلَّتِي تَتَأَجَّجُ فِي دَمِي ..
هِي أَكْبَرُ مِنْ أَن تُمْنَحُ لإِنْسَان ..
فَهْي قَـلْبٌ يَصِـيحُ : لُبْنَااااان .
وَيَدٌ تَكْـتُبُ فِي كُـلِّ مَكَان ..
عَلَى اَلأَورَاقِ .. وَاَلْجُـدْرَان ..
لُبْنَان , لُبْنَان , لُبْنَان , لُبْنَان .
وَالآنَ يَا أمّي سَأكْتُبُهَا .. بِدَمي . و أُثِيرُ بِهـَا رُعْـبَا
وَقَرِيْبَاً يَا أُمِّي سَأُصْبِحُ .. أَشْلاَءً تَـتَطَـايـَرُ حُـبَّاً
فَأَنَا يَا أُمِّي مُتَيّـَمَـةٌ .. بِـحَبِيْبٍ قَدْ مُـزِّقَ إِرْبَا .))
ذابَت الأمّ دموع ..
وعضَّت صوابع دَيها .
فرح ونَدَم ..
راحة وألَم ..
أحَاسيس واجد فيها .
احتسبت سناء لله ..
وقالت بلوعة وآه ..
" يرضى عليك الله يا قلب أمك ..
يا بدر ضاوي في الظّلام الحالِك .
عشَقتي وبذلتي في المحبّة دمِّك ..
يا قلب نابض في جسَد متهالِك ".
ومرَّت أيام .. وأيام ..
وحكاية سناء ولبنان ..
يرويها بشموخ وعزّ ..
الكبار للصبيان :
"كان يا ما كان ..
في ماضي الزّمان ..حكاية محبّة وصوب .
حكاية وفا وحنان ..
وعشق لثرى لبنان ..في قلب الجنوب " .
وصية الشهيدة سناء :
أنا من مجموعة قررت الاستشهاد في سبيل التحرير..
أنا الشهيدة سناء محيدلي عمري 17 سنة . أنا من جنوب لبنان المحتلّ المقهور ومن الجنوب المقاوم والثائر . من جنوب المقاومة ، من جنوب الشهداء ، من جنوب الشيخ راغب حرب ، من جنوب عبد الله الجيزي وحسن درويش ونزيه قبرصلي وبلال فحص ، وأخيراً وليس آخراً من جنوب الشهيد البطل وجدي الصايغ .
أنا أخذت هذا القرار من ضمن مجموعة قرّرت الاستشهاد في سبيل تحرير أرضنا وشعبنا لأنني رأيت مأساة شعبي في ظلِّ الاحتلال من قهر وظلم وقتل أطفال ونساء وشيوخ وتهديم منازل، فقرّرتُُ عندها القيام بعملية الفداء . وأنا مرتاحة جداً لأنني سأنفذ هذه العملية التي اخترتها أنا كي أقوم بواجبي نحو أرضي .
وإنني أطلب من جميع شابات وشباب بلادي أن يلتحقوا بصفوف المقاومة الوطنية لأنها وحدها قادرة على طرد العدو من أرضنا ، وإنني آمل أن أنجح في عمليتي هذه كي أقتل أكبر عدد ممكن من جنود العدو فتتعانق روحي مع أرواح كل الشهداء الذين سبقوني ، وتتوحد معهم لتشكل متفجرة تنفجر زلزالاً على رؤوس جيش العدو.
من وصيتها التي أذاعتها أجهزة التلفزة في لبنان والأمة والعالم :
أحبائي : " إن الحياة وقفة عزّ فقط " .
أنا لم أمت ، بل حيّة بينكم .. أتنقل .. أغني .. أرقص .. أحقق كل أمانيّ .. كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطولية التي قدّمتُها .. أرجوكم لا تحزنوا عليَّ ، بل افرحوا ، اضحكوا للدنيا طالما فيها أبطال .
أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيه من دمي وحبّي . آه لو تعرفون إلى أيّ حدٍّ وصلت سعادتي . التحرير يريد أبطالاً يُضحّون بأنفسهم ، يتقدّمون غير مُبالين بما حولهم ، ينفذون ، هكذا يكون الأبطال .
إنني ذاهبة إلى أكبر مستقبل ، إلى سعادة لا توصَف .
آه " أمّي " كم أنا سعيدة عندما سيتناثر عظمي مع اللحم ، ودمي يهدر في تراب الجنوب , من أجل أن أقتل هؤلاء الأعداء الصهاينة .
وصيتي هي تسميتي عروس الجنوب .
أنا الشهيدة سناء محيدلي عمري 17 سنة . أنا من جنوب لبنان المحتلّ المقهور ومن الجنوب المقاوم والثائر . من جنوب المقاومة ، من جنوب الشهداء ، من جنوب الشيخ راغب حرب ، من جنوب عبد الله الجيزي وحسن درويش ونزيه قبرصلي وبلال فحص ، وأخيراً وليس آخراً من جنوب الشهيد البطل وجدي الصايغ .
أنا أخذت هذا القرار من ضمن مجموعة قرّرت الاستشهاد في سبيل تحرير أرضنا وشعبنا لأنني رأيت مأساة شعبي في ظلِّ الاحتلال من قهر وظلم وقتل أطفال ونساء وشيوخ وتهديم منازل، فقرّرتُُ عندها القيام بعملية الفداء . وأنا مرتاحة جداً لأنني سأنفذ هذه العملية التي اخترتها أنا كي أقوم بواجبي نحو أرضي .
وإنني أطلب من جميع شابات وشباب بلادي أن يلتحقوا بصفوف المقاومة الوطنية لأنها وحدها قادرة على طرد العدو من أرضنا ، وإنني آمل أن أنجح في عمليتي هذه كي أقتل أكبر عدد ممكن من جنود العدو فتتعانق روحي مع أرواح كل الشهداء الذين سبقوني ، وتتوحد معهم لتشكل متفجرة تنفجر زلزالاً على رؤوس جيش العدو.
من وصيتها التي أذاعتها أجهزة التلفزة في لبنان والأمة والعالم :
أحبائي : " إن الحياة وقفة عزّ فقط " .
أنا لم أمت ، بل حيّة بينكم .. أتنقل .. أغني .. أرقص .. أحقق كل أمانيّ .. كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطولية التي قدّمتُها .. أرجوكم لا تحزنوا عليَّ ، بل افرحوا ، اضحكوا للدنيا طالما فيها أبطال .
أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيه من دمي وحبّي . آه لو تعرفون إلى أيّ حدٍّ وصلت سعادتي . التحرير يريد أبطالاً يُضحّون بأنفسهم ، يتقدّمون غير مُبالين بما حولهم ، ينفذون ، هكذا يكون الأبطال .
إنني ذاهبة إلى أكبر مستقبل ، إلى سعادة لا توصَف .
آه " أمّي " كم أنا سعيدة عندما سيتناثر عظمي مع اللحم ، ودمي يهدر في تراب الجنوب , من أجل أن أقتل هؤلاء الأعداء الصهاينة .
وصيتي هي تسميتي عروس الجنوب .